للمَطرِ حكايةٌ لاَ يفهمُها الاّ عُشاق الأرض  

للمَطرِ حكايةٌ لاَ يفهمُها الاّ عُشاق الأرض  

د. عصام الغزاوي

 

كنت قد كتبت مقالا آخر لهذا اليوم، ولكن أطربني هذا الصباح صوتِ سمفونية ساحرة تعجزُ أرقى الفرق الموسيقية عن عزفها، إنها صوتَ حباتِ المطر تتراقص طرباً وهي تتساقط من السماء لتعانق حبات التراب على الأرض الندية الممزوجة بقطرات عرق الرجال ودماء الشهداء، ليصنعا رائحة عطرة لا يُشبهها شيء، لأنه لا شيء اجمل من رائحة التراب عندما تعانقه قطرات المطر فتصنع عطر الشتاء ، تنفسوا رائحة المطر بقطراته العذبة ورائحته الفوّاحة، فهي تُشعرنا أن الله ما زال راضيا عنا ، تُشعرنا ان الحياة ما زالت مستمرة، وان الأمل ما زال مَوجود ا

... أُسقط يا مطر واغسل جراح وآلام المعذبين، أسقط وبدّد الأحزان، إقضِ على تلك العذابات التي صنعها البشر، أُسقط يا مطر قبل أن يجتاح قلوبنا الجفافُ ، ليتك أيها المطر تغسل قُلُوبنا كما تغسل أوراق الشجر . أُحِب المطر لأن في المطر دعوات لا ترد، فادعوا الله ما شئتم .... ربي كما  غسلت الأرض بجمال مطرك ، امطر على كل مريض بالشفاء ، وعلى كل ميت بالرحمة ، وعلى كل مهموم بالفرج ، وعلى كل من نحبهم بالخير والسعادة.

 "أسعد الله صباحكم بالخير".//