تركيا ... تعود الى الخليج ... !!!

 فارس شرعان

 

 

 

لأول مرة منذ ازمة الخليج تعود تركيا الى المنطقة من خلال زيارتين للرئيس التركي رجب طيب اردوغان قام بهما لدولتي الكويت وقطر تم خلالهما التوقيع على عشرات الاتفاقيات لتوطيد التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري واقامة مشاريع مشتركة بين انقرة وكل من الكويت والدوحة.

تركيا ابتعدت عن دول الخليج بعد ان فشلت وساطة اردوغان لحل الأزمة بين قطر وكل من السعودية والامارات والبحرين حيث اعتبرت الدول الثلاث الموقف التركي منحازا للدوحة الأمر الذي لا يؤهل تركيا لأن تقوم بدور الوسيط النزيه بين الجانبين فيما لم ترغب تركيا بتدهور علاقاتها مع الدول الخليجية الثلاث التي تتهما بالانحياز لدولة قطر فارتأت انقرة الى التأني بنفسها عن الخلاف الخليجي الى حين بعد حل النزاع وعودة الأمور الى سابق عهدها.

العلاقات التركية تأثرت مع بعض الدول في الأونة الأخيرة من بينها الولايات المتحدة ودول الاتحاد الاوروبي ما اثر على الاوضاع الاقتصادية في تركيا رغم تعويض روسيا للخسائر التركية في المجال الاقتصادي وخاصة على صعيد السياحة والصادرات التركية من الخضار والفواكه.

تحسين الاوضاع الاقتصادية في تركيا حدا بها الى زيادة تعاونها مع الدول الافريقية بعد ان قامت ببناء اكبر قاعدة عسكرية فيها خارج اراضيها حيث اقامت قاعدة عسكرية في الصومال كما طورت علاقاتها الاقتصادية والسياسية والاقتصادية والسياسية والاقتصادية والعسكرية مع ايران لمواجهة وقمع اي تحرك للاكراد لاقامة دولة مستقلة لهم في اي من البلدين او سوريا والعراق ..

الا ان الاقتصاد التركي يطمح الى المزيد من التطور وفتح المزيد من الاسواق الخارجية علاوة على ان زيادة التعاون الاقتصادي مع روسيا لم يقوض التعاون مع الدول الخليجية بعد وقف التعاون مع بعض دول الخليج ما حدا بتركيا الى العودة الى منطقة الخليج من خلال دولتي الكويت التي تتبنى المصالحة بين قطر وجاراتها الخليجية فيما ترغب تركيا بحل مشكلة الخليج العودة الى اسواقه من جهة ودعم حليفتها دولة قطر من جهة اخرى وتزويدها بكل ما تحتاج اليه من آليات وصادرات من جهة اخرى وكذلك دولة قطر.

الزيارتان التي قام بهما اردوغان على رأس وفد اقتصادي وسياسي كبير لكل من دولتي الكويت وقطر حققتا نتائج غير مسبوقة اذ تم خلالها توقيع اتفاقيات تعاون في المجالات الاقتصادية والتصنيع والاستثمارية مليارات الدولارات الأمر الذي ينعكس ايجابيا على تحريك الاقتصاد التركي وتنشيط فعالياته مما يسهم في ايجاد اسواق جديدة امام الصادرات التركية ...  

اما على صعيد العلاقات السياسية فقد اسهمت الزيارتان في توطيد العلاقات بين انقرة وكل من الكويت والدوحة وتقوية التحالف التركي القطري الذي بلغ ذروته من خلال الدعم التركي اللامحدود لدولة قطر وتحقيق عرى التعاون الاقتصادي ...

تركيا حثت دولة الكويت على استئناف مساعيها ووساطاتها لحل ازمة الخليج لانهاء وعودة الامور الى سابق عهدها بين قطر وجاراتها الثلاث حتى تتمكن تركيا من استئناف تعونها الاقتصادي والسياسي والاستثماري مع الدول الخليجية ككل وخاصة السعودية ودولة الامارات التي تطمح انقرة في غزو اسواقهما ..

تركيا ايضا تطمح في فتح المزيد من الاسواق العربية امام صادراتها خاصة الاردن ولبنان والسودان وجيوبتي والصومال بانتظار ان تضم ليبيا واليمن بالهدوء والاستقرار واقامة علاقات وثيقة مهما لتعويض خسارة السوق المصرية في ضوء تدهور العلاقات اقتصاديا وسياسيا واستثماريا مع مصر ... !!!