"الطائرة الغرقانة " تقلب موازين سياحة الغطس في البحر الاحمر

الحجوزات الى العقبة ترتفع واجتماعات في السلطة لتدشين خطوط طيران جديدة

 

العقبة - خالد فخيدة

 

ركدت الطائرة العسكرية c-130 في قاع البحر الاحمر على شاطىء العقبة الجنوبي بعمق 16 مترا.

وما ان انتهت مراسم الاحتفال بهذا الحدث حتى تجهز اكثر من 150 غواصا صباح اليوم التالي للاستمتاع بهذه الطائرة التي كانت ترهب الكائنات بهديرها في السماء وبدأت تستدرج احياء البحر لتشكيل مملكتها المرجانية الجديدة.

يقول رئيس جمعية الغوص في العقبة عبدالله المومني " وقع هذا الحدث كان كبيرا على جميع المستويات. فما ان مرت ساعات من عملية اغراق الطائرة حتى تلقينا اتصالات من غواصين من مختلف دول العالم يطلبون ترتيب برنامج سياحي لهم لمشاهدة الطائرة في قاع البحر".

والطائرة منذ الجمعة الماضية زادت من حركة سياحة الغوص بشكل لافت. ومستقبلا ستقلب موازين الغطس في البحر الاحمر على حد قول المومني للانباط.

وما يؤكد قراءته ان الشاطيء المحاذي لمكان اغراق الطائرة والذي يبعد عنها نحو 25 مترا ازدحم في اليوم الثاني من الحدث بالغطاسين الذين استقطبهم 15 مركزا يعملون في العقبة.

وتوقعات المومني يدعمها الحجوزات الخارجية التي ارتفعت بشكل ملحوظ خلال الاسبوع الماضي والتعاون الدائم من قبل سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة ممثلة برئيسها ناصر الشريدة التي اقترحت  فكرة الاغراق بكرنفال عالمي.

وحتى تصل العقبة الى الهدف من هذا المشروع يلفت المومني الى ان ما تحتاجه رياضة الغوص في الوقت الراهن خطوط طيران تؤمن وصول الغواصين من مختلف دول العالم الى العقبة.

ولتعويض هذا النقص لحين تدشين خطوط الطيران المطلوبة تكثف جمعية الغوص جهودها ومن خلال علاقاتهم مع مكاتب سياحية في مختلف دول العالم توفير آلية وصول الغواصين الى العقبة من مختلف دول العالم ولكنها لن تكون بذات الجدوى بان يكون هناك طيران منتظم يقوم بهذه المهمة على حد تعبيره.

والجديد في سياحة الغوص بعد اغراق الطائرة انها بدأت تجذب سياحا في ايلات لم تدخل العقبة او الاردن في برنامج جولتهم السياحية، والدليل السجلات الرسمية في المعبر التي دونت اسماء عشرات الزوار الاجانب الذين دخلوا العقبة لساعات من اجل الغطس فقط والعودة الى الجانب الاخر.

فكرة اغراق الطائرة تبلغ من العمر عاما كاملا. ويقول المومني ان الجمعية حملت هذه الفكرة الى مديرية السياحة في سلطة العقبة الخاصة من باب انها ستساهم في جذب المزيد من ممارسي هواية ورياضة الغوص.

وبالفعل، يؤكد المومني، تبنت السلطة الفكرة وبدأ العمل على تنفيذ الفكرة بمخاطبة كافة الجهات المعنية.

بعد الاتصال مع كافة الجهات المعنية بدا العمل على تجهيز الطائرة بيئيا وبما يخدم فكرة ان تكون موئلا للممالك مرجانية جديدة ومركز جذب لسياحة الغوص، وانطلقت جمعية الغوص بالتنسيق مع سلطة العقبة لاختيار المكان الانسب لاغراقها.

وفيما كان البحث جاريا عن المكان الذي يحقق فيه اغراق الطائرة الهدف، كانت جمعية البيئة الاردنية والجهات المختصة تضع الشروط المطلوبة لتنقية الطائرة ومجسمها من كل ملوثات البيئة. فبدأ تفريغها من الزيوت واثار الوقود وضرب مجسمها بالرمل لازالة الطلاء الذي كان يغطي هيكلها.

اما قاع البحر الذي ستجثو فيه الطائرة فقد كان الشرط ان يكون رمليا وفق ما افاد به المومني. والسبب بناء ممالك مرجانية جديدة من خلال الطائرة التي تم تجهيزها بمواصفات صديقة للبيئة لجذب الكائنات البحرية الدقيقة اليها كجسم صلب والتي بدورها ستهيء البيئة المطلوبة لتشكيل هذه الممالك كونها الاساس في جذب عشاق الغوص في العالم.

ممارسو رياضة الغوص من الاجانب  عادة ما يمكثون في العقبة اسبوعا كاملا عند زيارتها. خمسة ايام يمارسون فيها رياضتهم مرتين يوميا واليومين الاخرين يزورون فيها البتراء ووادي رم. وفي حال رغب اي منهم زيارة البحر الميت واماكن سياحية اخرى في الاردن تمتد الزيارة الى 10 ايام وربما اكثر.

يقول مفوض السياحة في سلطة منطقة العقبة الخاصة شرحبيل ماضي انهم يدركون ان نجاح هذه النوع من السياحة يحتاج الى خطوط نقل جوية لتأمين وصول الباحثين عنها من دول العالم بكل سهولة ويسر الى الواجهة البحرية الاردنية على البحر الاحمر.

ولذلك، فقد اجتمعت سلطة العقبة قبل ساعات من حفل اغراق الطائرة مع الملكية الاردنية واتفقت معها على الخطوط العريضة لفتح خطوط طيران جديدة مع العالم بهدف تمكين وصول السياح الى العقبة باقل وقت وجهد ممكنين.

ويؤكد ماضي بان الشغل الشاغل للسلطة في الوقت الراهن تأمين خطوط جوية متعددة بهذا الخصوص والتي نجحت في اعادة الطيران التركي الى العقبة اعتبارا من يوم 18 اذار المقبل وشغلت خطوطا باتجاه عواصم عربية واجنبية مع الاجنحة الملكية وكذلك مع الدول الاسكندنافية من خلال هيئة تنشيط السياحة.

وحتى تنجح سلطة العقبة في انجاح انطلاقتها الجديدة التي اعلن عنها رئيسها ناصر الشريدة فان الالية القادمة لجذب اكبر عدد ممكن من السياح الاجانب طرح عطاءات يتنافس عليها المشغلون بهدف الزام من يطرح عليه العطاء باستقطاب العدد المطلوب كل عام من سياح اجانب الى العقبة.

ورد ماضي نشاط حركة السياحة الاجنبية في العقبة هذه الايام الى الجهود التسويقية التي بذلتها سلطة العقبة الخاصة في الاسواق العالمية خلال السنوات الخمس الماضية وتأكد السائح بان العقبة تمتلك منتج سياحي متنوع وآمن ومستقر وهذا ما تثبه حركة الطيران والبواخر السياحية القادمة الى مطار وميناء العقبة على حد تعبيره.

العقبة مقبلة على منتجات سياحية جديدة وفق المفوض شرحبيل لتكون مقصدا عالميا في هذا الجانب. اما الحضور الجماهيري الغفير لاحتفال اغراق الطائرة من مواطنين ومشغلين للمنتج السياحي في العقبة فكان كفيلا بعكس انطباع بان خارطة طريق العقبة لاستقطاب السياحة الاجنبية والمحلية والعربية تسير في طريقها الصحيح.//