منعطفات حادة في العلاقة الفلسطينية الامريكية
منعطفات حادة في العلاقة الفلسطينية الامريكية
واشنطن تعلق عمل مكتب منظمة التحرير في واشنطن
قرار امريكي بقطع المساعدات عن السلطة حال استمرارها بدفع رواتب الاسرى
المالكي : لن نخضع للابتزاز والضغوط التي تستهدف ارباكنا
الفصائل المقيمة في دمشق تشارك في اجتماعات القاهرة 21 الشهر الجاري
الانباط – قصي ادهم
دخلت العلاقة الفلسطينية الامريكية مرحلة الانعطافات الخطرة بعدم توقيع المذكرة الدورية التي تصدر كل ستة اشهر ويسمح بموجبها إبقاء مكتب البعثة الفلسطينية في واشنطن مفتوحا ، رغم انتهاء مدة المذكرة السابقة قبل يومين , وأوضح وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي أن نظيره الأمريكي ريكس تيلرسون، لم يوقع حتى الآن على المذكرة الدورية، التي تصدر كل 6 أشهر، مؤكدا أن القيادة الفلسطينية لن تقبل أي ابتزاز أو ضغوط، سواء فيما يتعلق بمكتب بعثة منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن أو بالمفاوضات , وقال إن هذا الإجراء دوري، ويقوم به وزير الخارجية الأمريكي في ضوء اقتناعه بأن منظمة التحرير الفلسطينية لم تقم بأية فعالية من شأنها أن تؤثر على مجريات الوضع القائم .
المالكي يرى أن عدم التوقيع على المذكرة قد يكون جزءا من إجراءات أمريكية تهدف إلى الضغط على القيادة أو إحداث إرباك فيما يتصل بالعديد من الملفات السياسية , وقال الوزير الفلسطيني إن الكرة الآن في الملعب الأمريكي لإيضاح الموقف ، مشيرا إلى أن الاتصالات مستمرة وأن القيادة بانتظار ما تفضي إليه الاجتماعات التي ستعقد مطلع الأسبوع الجاري بين الخارجية الأمريكية والبيت الأبيض ، لتحديد كيفية التعاطي مع هذه المسألة , وكانت لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب الامريكي أقرت ، الاسبوع الماضي ، قطع المساعدات المالية عن السلطة حال استمرت في دفع مخصصات الأسرى في سجون الاحتلال .
القرار يحمل رائحة الكيان الصهيوني دون شك , ومدى الاستجابة الامريكية للضغط الصهيوني , حيث دابت حكومة الاحتلال على الضغط لقطع رواتب الاسرى في سجونها ووقف المساعدات للجرحى ولاسر الشهداء , بوصف هذه افعالا تدعم الارهاب , فمنذ المصالحة الفلسطينية والضغط دائم لافشال المصالحة ولكن هذه المرة بقطع المساعدات المالية عن السلطة التي تحتاج الى اموال متزايدة لترتيب اوضاع المصالحة ورواتب الموظفين في غزة , وزاد الضغط بوقف عمل مكاتب منظمة التحرير في واشنطن , مما يؤشر على امكانية ادراجها ضمن قوائم الارهاب بوصف ذلك رسالة استباقية عن رفض واشنطن اعادة ترتيب اوراق منظمة التحرير ودخول حركتي حماس والجهاد الاسلامي تحت مظلتها كخطوة رئيسة من خطوات المصالحة .
خطوة المناورة بورقة المكتب التمثيلي خطيرة الظلال على المشهد الفلسطيني . فمنذ تأسيس المنظمة وحتى ساعته كان التعبير المرادف لها ، أنها ممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني، وهو تعريف إستند اساسا الى كونها تمثل " كيانية فلسطينية "، وهو ما أدى الى الإعتراف بها كعضو مراقب في الأمم المتحدة عام 1974، لكن ذلك التعريف يتطلب إعادة تحديد سياسي ، بعد أن أصبح الاعتراف بدولة فلسطين عام 2012 كعضو مراقب في الأمم المتحدة تطورا سياسيا للإعتراف بمنظمة التحرير، اي أن وجود دولة فلسطين ، وهي الهدف المنشود يشمل المنظمة والسلطة , لان السلطة تتحدث عن فلسطينيي الداخل فيما تشمل المنظمة تحت مظلتها كل الفلسطينيين في الداخل والشتات , وخطورة الخطوة ان دولة فلسطين القادمة سيتم تعريفها ديمغرافيا وليس جغرافيا ولن تكون دولة لكل الفلسطينيين .
خطورة الخطوة انها تأتي في وقت تتسارع فيه حركة الأحداث مع اقتراب لقاء الفصائل الـ13 الفلسطينية في القاهرة ، او ما يمكن اضافته من عدد غيرها، وفقا لقاعدة، ما يستجد من أعمال ، فهناك حركة تماثل فصائلية نتيجة " انشقاقات " حدثت في مرحلة سابقة ، ومن الصعب عدم التعامل معها في ظل "تكتلات" ترتبط بها ، وتحديد ملف التحالف في سوريا ولبنان .
كذلك تأتي الخطة متزامنة مع بيان لفصائل فلسطينية مقيمة في سوريا ولبنان , جددت فيه ترحيبها باتفاق المصالحة بين حركتي فتح وحماس الموقع في القاهرة بتاريخ 12/10/2017, كما جددت حرصها على ضرورة انجاح المصالحة بما يخدم المصلحة الوطنية العليا لشعبنا الفلسطيني , مرحبة بالدعوة الموجهة من مصر لعقد دورة للحوار الوطني الفلسطيني في 21/11/2017, وتؤكد على ضرورة انجاح هذا الدور , بما يخدم مصلحة الشعب الفلسطيني ويعزز العلاقات الفلسطينية المصرية .
الفصائل المقيمة في سوريا ولبنان قدمت مقترحا لان يكون جدول اعمال دورة الحوار متضمنة نقاطا حيوية من ضمنها:
1- التأكيد على مضمون الاتفاقات السابقة لدورات الحوار الوطني الفلسطيني, والالتزام بها, خاصةً اتفاق القاهرة اذار 2005 ، وثيقة الوفاق الوطني في غزة 2006، اتفاق القاهرة 2011 ، اتفاق القاهرة 2013 .
2 - مراجعة أوضاع منظمة التحرير الفلسطينية, بما في ذلك اعادة تشكيل المجلس الوطني الفلسطيني بالانتخابات وفق نظام التمثيل النسبي, وعقده خارج الاراضي الفلسطينية المحتلة بما يقتضي دعوة اللجنة التحضيرية التي اجتمعت في بيروت في كانون الثاني يناير 2017/ لاستئناف اعمالها .
3 - التأكيد على وثيقة الوفاق الوطني للعام 2006 التي تشكل اساس البرنامج الوطني الفلسطيني, والرؤية الوطنية الفلسطينية في مواجهة استحقاقات المرحلة القادمة .
4 - الترحيب باتفاق 12-10-2017, والتأكيد على ضرورة الاسراع في معالجة القضايا المجتمعية والحياتية لشعبنا في قطاع غزة, بما في ذلك رفع العقوبات الجماعية, والاسراع بفتح معبر رفح, وتأمين كل مستلزمات الحياة الكريمة للمواطنين ..
5 - التأكيد على مواصلة النضال بكافة اشكاله, لإطلاق سراح الاسرى البواسل الفلسطينيين والعرب في سجون الاحتلال, وتوفير مقومات صمودهم ورعاية عائلاتهم وتوفير مستلزماتها من اجل حياة كريمة دون تمييز .
قام بتوقيع المذكرة كل من حركة الجهاد الاسلامي في فلسطين , الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة ,الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين ,الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وطلائع حرب التحرير الشعبية – قوات الصاعقة .//