الرزاز: أزمة اللجوء السوري خلقت فجوة في النظام التعليمي

خلال جلسة حوارية

الرزاز: أزمة اللجوء السوري خلقت فجوة في النظام التعليمي

العطية: 44% نسبة التنمر في المدارس الاردنية عام 2013

 

عمان-الأنباط-فرح شلباية

أكد وزير التربية والتعليم الدكتور عمر الرزاز،على وجود الحاجة الكبيرة للتعامل مع التحديات التي تواجه النظام التعليمي والفجوات الموجودة فيه للوصول إلى النهضة الشمولية في التعليم .

وقال الرزاز أن ذلك يتحقق من خلال ايجاد توازنات تحافظ على الموروث ومتطلبات النهضة وفق رؤية حقيقية اساسها الحوار والتشاركية.

وأضاف ان هذه الفجوات في نظامنا التعليمي منها ما هو سلبي وايجابي، وبخاصة ما يتعلق بتدريب المعلمين قبل الخدمة، ورياض الاطفال، والبيئة التعليمية في المدارس بسبب تداعيات ازمة اللجوء السوري.

واكد على اهمية ان يكون المجتمع المحلي شريكا اساسيا في عملية التحول نحو التعليم الشمولي والثورة الصناعية الرابعة التي يشهدها العالم وبخاصة في مجال التكنولوجيا التي لم تعد هدفا وانما وسيلة ركيزة اساسية في هذه الثورة.

وحول اولويات عمل وزارة التربية والتعليم في المرحلة سواء على المدى القريب او البعيد، اوضح الدكتور الرزاز ان الوزارة تسعى لاعادة تعريف مفهوم المواطنة الفاعلة او الصالحة، وتعزيز مفهوم الانتماء للطالب لمدرسته ومجتمعه بحيث يصبح الطالب مشاركا في صنع القرار في المدرسة والمجتمع، ومنخرطا في القضايا السياسية والاجتماعية والاقتصادية.

ولفت الدكتور الرزاز إلى مشروع بصمة الذي جاء كمبادرة مشتركة، واهدافها في تعزيز السلوك الايجابي لدى الطلبة نحو مجتمعهم ووطنهم، وتحصينهم ضد العديد من الظواهر السلبية.

وقال ان الوزارة تتطلع إلى التوسع في هذا المشروع في السنوات القادمة، لشمول المزيد من الطلبة في مختلف المراحل الدراسية.

جاء ذلك خلال جلسة حوارية شارك فيها نخبة من الخبراء والاكاديميين والناشطين المحليين والعرب والجانب من مختلف القطاعات ، لغايات الخروج بتوجهات جديدة في التعليم تحاكي حاجات الفرد والمجتمع، واستنباط مجموعة من الافكار المبتكرة والمبدعة، للوصول إلى خطة عملية واضحة تدعم النهج الشمولي في التعليم.

حيث عقدت الجلسة ،أمس الخميس، في المدرسة الاهلية للبنات ومدرسة المطران للبنين بالشراكة مع مركز ترانسفورم للتنمية المتكاملة في جينيفا حول التحول في التعليم بعنوان "التحول المجتمعي من خلال نهج التعليم الشمولي".

وخلال الجلسة قالت العين والمدير العام لمدرستي الاهلية والمطران هيفاء النجار ان هذه الجلسة جاءت من إدراكنا للحاجة الملحة لمراجعة الانظمة النمطية الحالية في العملية التعليمية، وأهمية كسر عزلة النظام التعليمي عن المجتمع، ومن إيماننا بحاجة الاردن في والعالم العربي والعالم لتبني نظرة شمولية تنويرية في التعليم، تخلق تغييراً جذرياً وحقيقياً مجتمعاتنا.

ولفتت النجارالى أن هذا الحوار المشترك هو نقطة البداية لحركة وطنية برؤيا واضحة وفهم عميق لواقعنا،من خلال تنسيق عمل القطاعات المختلفة في دعم التعليم الشمولي وتعزيزها كوسيلة لتحول وبناء المجتمع.

واوضحت ان التعليم الشامل هو التعليم الذي يتجاوز التركيز أحادي البعد على المعرفة والجانب الفكري للتعليم بحيث يعالج جميع أبعاد حياة المتعلم سواء كانت روحية أو بدنية أو اجتماعية أو فكرية،  كما يساهم في اعداد الطلبة ليصبحوا صانعي التغيير ومبادرين في مجتمعاتهم.

واشارت النجار الى إن عدم تمكين الطالب بشكل شمولي، سيصيبه بحالة من الخلل الذي ينعكس على المجتمع المحلي والمجتمعات ذات الصلة به.

من جهتها، قالت الرئيسة التنفيذية لاكاديمية الملكة رانيا للتنمية والعلوم هيفاء العطية،ان الرؤية الملكية في تطوير التعليم  انطلقت من خلال الاستراتيجية الوطنية لتنمية الموارد البشرية والتي سلطت الضوء على الانظمة التعليمية المعقدة.

واضافت العطية لا بد من وضع استراتيجية لدراسة ابعاد التنوير والذي يجب ان ينطلق من خلال محطات تطور منظومة التعليم الاساسي والثانوي وفي مجالات التعليم المهني والتقني.

وشددت على ضرورة دمج محاور الاستراتيجية في مسيرة الطالب الذاتية، مؤكدة العطية انه يجب على الطالب ان يؤدي دوره في التقدم والولوج في مراحل التعليم كافة.

وقالت  : ان النظرة الشمولية بحاجة الى تخطيط استراتيجية جودة التعليم والاخذ بعين الاعتبار بايجاد نهجا ابتكاريا والتي تتطلب هذه الطريقة الى اشراك المعلمين وأولياء الأمور والعمل مع المعلم كونه جزء من النهج الشمولي.

وبينت العطية ان النظرة المستقبلية لابد ان تاخذ بعين الاعتبار الجدية وبخاصة وان الحياة بدات تاخذ منحى مختلف عن السابق، وسلطت الضوء على اهمية النظر الى المستقبل كون الحياة اصبحت اكثر جودة مع التطور التكنولوجي.

ولاحظت العطية وجود فجوة في مرحلة التعليم المبكر في الاردن بظل وجود خطوات اصلاحية تتعلق بصحة الاطفال وتطوير مرجعية المناهج،مشيرة الى ضرورة ايجاد خطوات اصلاحية تحد من تحديات اللجوء السوري حيث المحت ان هنالك احصاءات تفيد بان هناك ثلاثة ملايين طفل مابين سن الثانية والرابعة من العمر يتعرضون الى تربية عنيفة وعقاب جسدي متكرر الامر الذي يجعل منه صادما في هذه المرحلة.

وقالت العطية شهد عام 2013 حالات تنمر بالمدارس الاردنية بنسبه ٤٤٪  . الا انها اشارت الى انه يشكل عدد الطلبة القادرين على التعلم في اللغة العربية فقط ٨٨٪ . وعملت الاكاديمية بحسب العطية على المساهمه في حراك المصادر المفتوحة من خلال اتاحة الفرصة للمتحدثين للغة غير العربية ان يكونوا مشاركين في التعليم. في حين ستكون ثلث المهارات في عام ٢٠٢٠ مستحدثة و سيلحظ العالم عند حلول عام ٢٠٣٠ بتغيير ملامح الوظائف الموجودة في وقتنا الحاضر اي مايشكل نسبته ٦٥٪ سيعملون في وظائف غير موجودة حاليا.

وقال المؤسس لمركز ترانسفورم للتنمية المتكاملة البروفيسور الكسندر شيفر ان مصطلح التكاملية والشمولية تستخدم بكثرة بحيث لا تصب بعمق التخصصي.

واضاف ان قيمة التعليم الشمولي تكمن في معالجة التباينات والتنافر بين الفرد والمجتمع،لافتا الى ان التوجه نحو الشمولية في تعليم يجب ان يمر بمرحلة تحويلية بحيث تؤثر بشكل حقيقي في معالجة قضايا المجتمع.

واوضح شيفر ان التعليم بشكله الحالي بما يتضمنه من مهارات ومحتوى يجب ان يتم توديعه بحيث يتم النظر الى روح الفرد بحيث يتم التخلي عن المفاهيم للعملية .

وبين ان الشمولية بمفهومها يجب ان تنبع من قلب قائم على الشغف فالتعليم بالاردن يجب ان يبقى مرتبطا بالثقافة المجتمع وعاداته وتقاليده.

واشار الى ان الوقت الان ملائم لنودع التعليم القائم على الدراسة والانضباط والحصول على شهادة لنكسر حاجز الانفصال بين الفرد ومجتمعه بحيث يصبح فاعلا ويساهم في ازدهار وتقدم مجتمعه، ولفت الى اننا لا نعد طلابنا للوظائف بل يجب ان نعدهم ليخلقوا سبل عيشهم.

 

وتضمنت الجلسة في يومها الاول جلسات عصف ذهني وتشكيل الافكار للخروج بمقترحات تدعم النهج الشمولي في التعليم . فيما تناولت الجلسة الثانية حصاد افكار والتي شاركت نتائج الجلسة الاولى ، فيما عرضت الجلسة الثالثة نماذج تتبنى النهج الشمولي.//