الصين توفد "مبعوثا خاصا" الى كوريا الشمالية

 

بكين – ا ف ب

تعتزم الصين إرسال موفد خاص الجمعة إلى كوريا الشمالية، بعد الجولة التي قام بها الرئيس الأميركي دونالد ترامب في آسيا سعيا لحشد التأييد في مواجهة تهديدات بيونغ يانغ النووية، على ما أفادت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) الرسمية امس الاربعاء.

وقالت الوكالة ان الرئيس الصيني شي جينبينغ عهد الى المسؤول عن "مكتب الارتباط الدولي" في الحزب الشيوعي الحاكم سونغ تاو مهمة إبلاغ بيونغ يانغ بالتطورات التي شهدها المؤتمر العام للحزب الذي عقد في منتصف تشرين الاول/اكتوبر الفائت وانتخب فيه شي لولاية جديدة مدتها خمس سنوات على رأس الحزب، تمهيدا لولاية رئاسية جديدة.

ولم تعط الوكالة أي تفاصيل اضافية عن مهمة الموفد الجديد.

وفيما تستعد الصين لهذه المهمة، واصلت بيونغ يانغ حربها الكلامية ضد ترامب، وقالت صحيفة تابعة للحزب الحاكم ان الرئيس الاميركي يستحق عقوبة الاعدام لاهانته الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ-اون.

ويأتي الاعلان الصيني غداة إنهاء ترامب جولته الآسيوية التي شملت خمس دول، وقد عقد خلالها اجتماعات مع نظيره الصيني وحضه على تشديد الضغوط على نظام بيونغ يانغ، محذرا من ان "الوقت يضغط، وعلينا التحرك بسرعة".

وحث ترامب دول المنطقة على اتخاذ موقف موحد من تهديد النظام الكوري الشمالي الانعزالي الذي اثار قلقا دوليا بتجاربه النووية والصاروخية في الاشهر الماضية.

ووسط تزايد التوتر أيدت الصين سلسلة من العقوبات الدولية على بيونغ يانغ وفرضت قيودا مصرفية على الكوريين الشماليين ما ادى الى توتر العلاقات بين الحليفين في فترة الحرب الباردة.

وحضت واشنطن الصين على استخدام نفوذها الاقتصادي على كوريا الشمالية لإرغام بيونغ يانغ على وقف برنامجيها النووي والصاروخي.

وسيعرض الموفد الصيني على بيونغ يانغ "التوافق الصيني الأميركي" الذي تم التوصل إليه بين ترامب وشي خلال لقاءاتهما من أجل نزع الأسلحة النووية في شبه الجزيرة الكورية، بحسب وانغ دونع خبير السياسة الخارجية في جامعة بكين.

وقال وانغ لوكالة فرانس برس "ان الصين حاليا تبذل مساع دبلوماسية نشطة".

واضاف "ان زيارة الموفد تهدف الى اقناع كوريا الشمالية، على أمل ان تعود كوريا الشمالية الى مسار حل سلمي للمسألة النووية".

- تشديد العقوبات -

ويريد المسؤولون الاميركيون من السلطات الصينية تشديد منع المبادلات التجارية المحظورة التي يقولون انها لا تزال تمر عبر الحدود الكورية الشمالية.

وقال ترامب الخميس الماضي وإلى جانبه الرئيس شي "يمكن للصين ان تعالج هذه المشكلة بسهولة وبسرعة"، قبل أن يؤكد في تغريدة الأحد أن شي وافق على "تشديد العقوبات" ضد بيونغ يانغ، بدون تقديم تفاصيل بهذا الصدد، كما لم تعلن الصين أي إجراءات عقابية جديدة.

ومن ناحيته كرر شي دعوته الى حل المسألة من خلال المفاوضات وقال ان الصين على استعداد لمناقشة مسار لتحقيق "سلام واستقرار دائمين في شبه الجزيرة".

وتخشى بكين انهيار نظام كيم في حال تشديد الضغوط عليه، ما سيؤدي إلى تدفق اللاجئين عبر حدودها وحرمانها من منطقة استراتيجية تفصلها عن الجيش الاميركي المنتشر في كوريا الجنوبية.

ودانت بكين التجارب الصاروخية الكورية الشمالية لكنها تأمل حل الازمة النووية من خلال السبل الدبلوماسية، ودعت الى استئناف المحادثات السداسية المتوقفة.

وسعت الصين وروسيا لحشد التأييد لمقاربة تقوم على "مسار مزدوج" يقضي بوقف الولايات المتحدة المناورات العسكرية في المنطقة مقابل تعليق كوريا الشمالية برامجها العسكرية، لكن المقترح لم يلق تأييدا.

وقال وانغ "قبل زيارة ترامب الى الصين، كانت رائحة بارود قوية تتصاعد بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية".

واضاف "المسألة النووية بلغت نقطة حساسة. اذا قامت الولايات المتحدة او كوريا الشمالية بتحرك خاطئ، سيتسبب ذلك على الارجح بنزاع عسكري. لذا تحاول الصين بذل كل الجهود، اولا باقناع الولايات المتحدة، والان كوريا الشمالية ايضا".

- مجرم شنيع -

ولم تنجح دعوات الصين لضبط النفس في وقف التصعيد الكلامي.

فقد هاجمت مقالة افتتاحية في صحيفة رودونغ سينمون التابعة للحزب الحاكم في كوريا الشمالية زيارة ترامب الى كوريا الجنوبية حيث ندد في خطاب أمام مشرعين في سيول بالنظام "الدكتاتوري الوحشي" لبيونغ يانغ.

وقالت الافتتاحية "أسوأ جريمة ارتكبها ولا يمكن مسامحته عليها هي تجرؤه بخبث على ايذاء كرامة القائد الاعلى".

واضافت "عليه ان يدرك انه ليس سوى مجرم شنيع حكم عليه الشعب الكوري بالاعدام".

شرح الصورة

الرئيس كيم جونغ اونغ خلال اشرافه على تجربة صاروخ بالستي في موقع غير محدد قرب بيونغ يانغ