مضامين جديدة في الخطاب السامي
مضامين جديدة في الخطاب السامي
خالد فخيدة
ظهر في خطاب العرش السامي حرص ملكي على تمكين حكومة الدكتور هاني الملقي من انجاز برنامجها خلال العامين المقبلين.
وتقدير جلالته لتعاون مجلس النواب مع الحكومة فيه اشارة الى ان برامج تطوير الاقتصاد الوطني والخروج به من الضيق الذي كابده المواطن لسبع سنوات ماضية تسير في الطريق الصحيح.
وهذا النهج كان واضحا في خطاب جلالته بتأكيده على الحكومة العمل على تنفيذ خطة تحفيز النمو الاقتصادي للاعوام القادمة بالاعتماد على ارادتنا وامكانياتنا وطاقاتنا في مواجهة التحديات التي تواجه الاردن لانه لن يقوم احد بايجاد حلول لمشاكلنا.
وعدم تضمين خطاب العرش السامي اي قضايا اقليمية وعربية باستثناء الدولة الفلسطينية ودور الاردن التاريخي في الحفاظ على القدس ومقدساتها فيه رسالة الى الجميع بان المطلوب التركيز على الوضع الداخلي والدفع بمسيرة التنمية قدما وتأكيد ان سياسة الاردن المقبلة الاعتماد على الذات.
وخطاب العرش في عام 2017 يختلف عن سابقاته بانه لاول مرة تضمن ثناء ملكيا على مجلس الامة بتاكيد جلالته بان الفترة الماضة من عمره تميزت بالعمل والبناء والمسؤولية والتشاركية في الحكومة.
ومقارنة مع خطابات العرش الماضية فان مضامينها غالبا ما كانت تحمل الدعوات الملكية لمجلس النواب والحكومة الى ضرورة التعاون فيما بينهما لدفع عملية التطوير والاصلاح قدما الى الامام.
وجدد الملك في خطابه على ان تماسك الاردنيين ووحدتهم كان دوما الصخرة التي تتكسر عليها كل المؤامرات التي تستهدف امن الوطن والمواطن وفي مقدمتها خوارج العصر وقوى الظلام الذي استعصى عليها الاردن بسبب وعي اهله ورسالتهم السمحة المحبة للسلم والسلام.
خطاب العرش السامي كان مختصرا ومفيدا وواضحا بان التقدم مشروط بالعزيمة والتصميم والارادة. كما انه كان صارما في مخاطبة الحكومة للعمل دون تراخ او تردد وبمنتهى الشفافية والواقعية.
الملك رد نجاح الاردن في تحقيق الاصلاح التراكمي الى اهله لايمانهم بثوابتهم وتمسكهم بخارطة طريقهم رغم ما واجههم ويواجههم من تحديات اقليمية غير مسبوقة.
وفيما تختلط الاوراق في الاقليم، ينظر الى المستقبل ويرسم للاردنيين مستقبلا يقوم على سيادة القانون وترسيخ ركائز الدولة المدنية وحكومة تدير شؤون العباد الكترونيا بلا ورق.//