لبنان ... الى اين ...

  فارس شرعان

 

 

لبنان ... الى اين ...

 

يعيش لبنان حاليا مرحلة حرجة ودقيقة بعد استقالة رئيس وزرائه سعد الحريري التي قدمها في الرياض مؤخرا ... اشبه ما تكون بمرحلة انعدام الوزن بعد سيطرة طرف على آخر من الفرقاء المتنافسين على ادارة شؤون البلاد.

استقالة الحريري وما رافقها من شائعات وتكهنات خلفت اجواء من الشك والقلق لدى مختلف القوى السياسية في القطر الشقيق خاصة وان الاستقالة قدمها الجريري في العاصمة السعودية الرياض وليس في العاصمة اللبنانية بيروت .. يضاف الى ذلك ان بقاء الحريري في الرياض رغم زيارته لدولة الامارات العربية المتحدة يضع ظلالا من الشك على عودته قريبا الى بيروت ما يشير الى ان استقالته فرضت عليه ...

الاستقالة بالطريقة التي قدمت بها كانت انعكاسات سلبية لدى مختلف الاوساط السياسية والحزبية والنيابية اللبنانية التي بدأت اتصالات ومشاورات مكثفة لتحديد مواقفها والتوصية الى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بقبولها او عدم قبولها الأمر الذي يحدث لأول مرة في لبنان حيث يقدم رئيس الوزراء استقالته الى رئيس الجمهورية الذي يقبلها في العادة ويوجه الحكومة المستقيلة الى تصريف الاعمال بانتظار تشكيل حكومة جديدة بمشاركة مختلف الفعاليات السياسية والحزبية والبرلمانية الرئيس ميشال عون لا يبدو في عجلة من أمره وليس على استعداد بالبت بالاستقالة الا بعد ان يستمع الى الرئيس الحريري شخصيا من دوافع استقالته وما اذا كانت اسبابها مقنعة حتى تتم الموافقة عليها ... هذا الموقف اتخذته العديد من القوى السياسية والحزبية اللبنانية بما في ذلك تيار المستقبل الذي يتزعمه الحريري وكذلك حزب الله التابع لايران ادارة وتدريبا وتسليحا وتمويلا الذي بادر امينه العام التي تحميل السعودية مسؤولية استقالته..

ثمة فوضى تسود الشارع اللبناني منذ استقالة الحريري والمرشحة للازدياد والاستمرار بعد ان أرجأ عون زيارته المقررة للكويت جراء عدم البت بالاستقالة لا سيما وان الشائعات والتكهنات تتحدث عن احتمال عدم عودة الحريري الى بيروت في الظرف الراهن الذي يشهد تصعيدا في الخليج العربي بعد ان اطلق الحوثيون صاروخا بالستيا من مناطق سيطرتهم في اليمن على العاصمة السعودية الرياض تمكنت السعودية من تدميره لا سيما وان الاتهامات موجهة لحزب الله اللبناني باطلاق الصاروخ من مناطق سيطرة الحوثيين في اليمن الى الرياض.

استقالة الحريري من شأنها خلط الاوراق من جديد في الشرق الاوسط ولا يمكن ان تفهم الا في اطار التصعيد في الخليج العربي وتحديدا بين السعودية وايران هذا التصعيد الذي تطور في الأونة الأخيرة لدرجة ان السعودية اعلنت استمرار الحرب في اليمن حتى لا يتحول الحوثيون الى حزب الله جديد في اليمن لا سيمان وان ايران تعتبر اكبر دولة للارهاب في العالم وتعمل على نشر الارهاب في مختلف اصقاع الوطن العربي حيث سبق واعلنت انها تسيطر على القرار في اربع عواصم عربية هي بغداد ودمشق وبيروت وصنعاء ...

اما حزب الله فهو منظمة ارهابية من وجهة نظر السعودية ودول الخليج العربي التي لن تألوا جهدا في تجفيف منابع تمويله والقضاء عليه على غرار التنظيمات الارهابية الاخرى الناشطة في سوريا والعراق ... وفي مقدمتها تظيما داعش والنصرة ... !!!