الحلايقة يدعو للانفتاح على إيران والبدء بالدبلوماسية الشعبية
ضمن ما أسماه "علاقة معقولة"
علاقات اقتصادية متطورة بين العراق والاردن
حل الملف الامني للنازحين ومساعدة المتضررين
الاعتراف بمكونات الشعب العراقي كافة
عمان – الانباط – علاء علان
دعا نائب رئيس الوزراء الاسبق محمد الحلايقة الى الانفتاح في العلاقات بين الاردن وايران عبر البدء بالدبلومسية الشعبية بين البلدين من زيارات لوفود نيابية وأعيان وغرف صناعة وتجارة.
جاء ذلك خلال مؤتمر عقده مركز القدس للدراسات بعنوان "الاردن في بيئة اقليمية ومتغيرة سيناريوهات المرحلة المقبلة2" بالشراكة مع مؤسسة كونراد أديناور.
وتخلل المؤتمر جلسة عن العراق ما بعد داعش ومستقبل العلاقات الاردنية العراقية وناقش الحاضرون التحديات التي تواجه العراق ومواقف القوى العراقية حيال العلاقة مع الاردن واثر النزاع الكردي في العراق ونظرة على المصالح المتبادلة بين الاردن والعراق.
وترأس الجلسة النائب السابق محمد أبو هديب وتحدث بها عضوا البرلمان العراقي علي العلاق واحمد المساري ونائب رئيس الوزراء الاسبق محمد الحلايقة.
وتساءل الحلايقة عن المانع من ان يكون للاردن علاقات معقولة مع ايران ؟
وتابع قوله ان ايران دولة موجودة في المنطقة ونافذه في سوريا والبحرين وهي قوة اقليمية،ولدى حديثه عن الأجندة الايرانية في المنطقة والتخوفات منها قال اننا نعترف ان ايران لها اجندة خطيرة ومزعجة للبعض لكنها قوة موجودة في المنطقة ويوجد دول في مجلس التعاون الخليجي لها علاقات تجارية مع ايران.
واضاف الحلايقة أن البٌعد الخليجي خف عن الاردن والمساعدات الخليجية تتلاشى ومن الحصافة بناء جسور مع ايران وان لا تبقى العلاقات هكذا.
وقال الحلايقة انه اقترح على المسؤولين الاردنيين البدء بالدبلومسية الشعبية بين الاردن وايران عبر زيارات لنواب واعيان وغرف صناعة وتجارة،مضيفا بأنه يمكن للاحزاب العراقية ان تساهم في ترطيب هذه العلاقة.
ودعا الحلايقة الى ان يقوم الاردن ببناء علاقته مع الآخرين بناء على مصالحه الوطنية.
وعن العلاقة الاردنية العراقية ومستقبلها بين الحلايقة ان هنالك 4 عناصر تحدد العلاقة الاردنية العراقية وهي التاريخ والجغرافيا السياسية والمصالح المشتركة والتحالفات المشتركة.
وذكر الحلايقة في حديثه محطات تاريخية مهمة بين البلدين منذ 1929 وحتى اللحظة،موضحا ان الاردن بنى جسورا اقتصادية مع العراق وبعد الغزو الامريكي واحتلال العراق نشأت مرحلة جديدة كانت البداية بها صعبة بسبب وجود جهات عراقية موالية تماما لايران.
وقال الحلايقة ان العلاقات بين البلدين شهدت توترا بعد الحرب الامريكية على العراق رغم الزيارات المتتالية،ولكن في العام 2008 الى 2012 شهدت هذه العلاقات تحسنا ووصلت الصادرات الاردنية الى العراق مليارا و300 مليون دولار وادرك البلدان انه لا بد من عودة العلاقات بالرغم من التأثير الايراني.
وأضاف انه مع بداية الربيع العربي وظهور التطرف ظهرت مصلحة مشتركة جديدة بين البلدين بعيدا عن السياسة والاقتصاد وهي محاربة الارهاب ،مشيرا الى ان هنالك مصلحة حالية ومستقبلية لمحاربة جذور الارهاب والشعب الاردني سعيد بانهاء جذور الارهاب في سوريا والعراق.
وقال الحلايقة ان العلاقة الاردنية العراقية اذا توجهت لبناء مستقبل ستكون أهم العلاقات العربية ويكون هذا المحور من أهم المؤثرات،مشيرا بالوقت ذاته الى ان هنالك تيارا نافذ في العراق وله علاقة مع ايران غير متحمس للعلاقة مع الاردن.
وفيما يتعلق بالديناميكية السياسية في المنطقة اوضح الحلايقة ان هنالك نزاعا سعوديا خليجيا مع ايران والامر يتطلب حصافة في التعامل مع المستجدات وتوقع كل شيء،ومن المصلحة الاردنية العراقية تنفيذ مشروع انبوب النفط لانه لو حصل نزاع واغلق منفذ البصرة لا يبقى للعراق مجال لتصدير النفط الا عن طريق الاردن.
وعن التحديات المستقبلية في العراق قال ان العراق يواجه 6 تحديات منها الانقسام وهو خطر على المنطقة كلها وتحدي اعادة الاعمار،والحكمة السياسة تتطلب دعم العراق وتحقيق التنمية والاعتراف بمتختلف المكونات العراقية.
بدوره قال النائب العراقي احمد المساري ان الارهاب يستهدف كل دول العالم والعراق بحاجة لازالة الدمار الذي خلفه تنظيم داعش الارهابي الذي نهب الاموال وقتل الناس.
ودعا المساري لتخصيص المبالغ لاعادة الاعمار وتعويض النازحين واعادتهم وتوفير الخدمات لهم ومحاربة الفكر الداعشي بعد قرب انتهاء المعركة العسكرية على داعش.
واضاف المساري : بدأنا نخرج من التخندق الطائفي وبدأنا نلمس اصلاحات سياسية حقيقية وبدأ هنالك ظهور شبابي يعترض على الفساد الموجود في البلد وحراك انتخابي عابر للطائفية.
واشار الى ان اغلب القوى السياسية موقفها موحد اتجاه الدول العربية وهنالك انفتاح سياسي على العراق وبدأت الزيارات والعلاقات مع الدول العربية المحيطة بالعراق وعلى رأسها الاردن.
ويرى المساري ان الانفتاح على العالم العربي نقطة صحية في السياسة العراقية ولكن لا زال هنالك بعض القوى تنظر بمنظور طائفي ضيق بعيدا عن الدول العربية.
وفيما يتعلق بالفتور في العلاقات الاردنية الايرانية قال المساري ان الفتور لسببين الاول أن الاردن جزء من المحور العربي ولوجود المشاكل بين المحور العربي والايراني اضافة الى التدخل الايراني في الشؤون العربية مثل سوريا العراق اليمن والسبب الثاني عدم سماح الاردن بأي تدخل اقليمي بشؤونها السياسية او الدينية او المذهبية وهذا ادى لفتور مع بعض الجهات السياسية العراقية ذات التوجه الطائفي والتي لها ارتباطات مع ايران.
وعن العلاقة الاردنية العراقية قال انه يوجد دور مهم للاردن ويجب فتح الابواب امام الاردن لاعادة الاعمار وتطوير التعاون العسكري والامني لتحقيق الامن والاستقرار.
واشار المساري الى انه يمكن للاردن أن يكون منفذا بحريا ثانيا للعراق لتطوير العلاقات معه،قائلا ان الاردن وفي زمن الحصار كان الرئة التي يتنفس منها العراق.
الى ذلك قال النائب العراقي علي العلّاق ان العراق يتطلع لدور أكثر فعالية في المنطقة وبناء علاقات متينة على أساس الاحترام المتبادل وتطوير التبادل التجاري اضافة لتفعيل العلاقات بين الشعوب وفتح الباب للسياحة والسفر والسياحة الدينية.
وفي حديثه عن العراق بعد داعش قال العلاق انه سيواجه تحديات عديدة تتطلب خططا تحفظ انتصار العراق على داعش،مضيفا انه يجب اعادة اعمار المناطق المحررة التي دمرت بشكل كبير عبر جهود دولية جادة وهذا يفتح الباب للاردن عبر الشركات التي خبرة للعمل باعادة الاعمار.
ودعا العلاق لمعالجة الملف الامني للنازحين والقيام بمصالحات عشائرية لتجنب عمليات الثأر ويمكن للعشائر الاردنية لعب دور مهم في ذلك.
وطالب العلاق بحصر السلاح بيد الدولة العراقية واتخاذ الاجراءات القضائية بحق من يحمل السلاح دون حق،مضيفا انه يجب مكافحة التطرف والافكار التي بثها تنظيم داعش في المحافظات العراقية التي احتلها وهذا يستوجب جهدا كبير ونشرا لمبادئ التسامح والحريات ومعالجة الاثار النفسية.
وفي حديثه عن العلاقات الاردنية العراقية قال العلاق ان كافة القوى السياسية في العراق تنظر الى الاردن بايجابية لرابطة الدين والعروبة والعلاقات الاقتصادية.
واشار الى ان البلدين يخططان لعلاقات متطورة منها انبوب النفط والغاز والعلاقة مع المصارف الاردنية والقطاع الخاص،مبينا ان العراق يسعى ليكون جسرا بين الدول المتنازعة لتقريب وجهات النظر.//