حمزة بن لادن يشعل صراع الأجنحة في القاعدة

يشعل فراغ القيادة وتباين وجهات النظر بشأن توريث زعامة تنظيم القاعدة، الخلافات وصراع الاجنحة، في هذا التنظيم الارهابي الذي يحاول استعادة نجوميته التي خبت بفعل الضربات القاصمة التي تلقاها منذ عام 2011 وبفعل ظهور تنظيمات ارهابية اشد ضراوة منه مثل داعش والنصرة وغيرهما.

 

فوفق مراقبين من التيار السلفي الجهادي، فان القاعدة تعيش هذه الايام على وقع خلافات بين قيادييها ومجلس شورى التنظيم بسبب توجهات بعض المؤثرين فيها لانتخاب (حمزة بن لادن) زعيما لها وترسيخ نظام الوراثة.

 

ويشهد تنظيم القاعدة في افغانستان فراغا قياديا، في الوقت الذي يرى فيه، خبراء التنظيمات الارهابية انه وبعد اسدال الستار على تنظيم داعش في العراق وسوريا وانتهاء طموحاته نحو انشاء الدولة فقد آن الاوان لأن يستعيد تنظيم القاعدة نجوميته بين التنظميات الارهابية، ويتصدر المشهد على محتلف جبهات القتال.

 

ويعتبر البعض في التيار السلفي الجهادي ان تسلم حمزة بن لادن ( نجل مؤسس القاعدة اسامة بن لادن) الذي قتل مع ابنه خالد عام 2011 في باكستان بهجوم من القوات الاميركية، مؤشرا على ان التنظيم يفتقر كليا للقادة الاكفاء بعد مقتل قادته السابقين وفشله في اجتذاب مجندين جدد لفكره العقائدي، كذلك فان ( بن لادن الابن) لا يحمل صفات قيادية تؤهله لقيادة التنظيم سوى اسم عائلته وبالتالي بات اداة تسويقية صغيرة للتنظيم.

 

كما يرى البعض الاخر من السلفية الجهادية، ان مجلس الشورى التنظيم سيرسخ مبدأ التوريث المتبع في القوانين والدساتير الوضعية في حال تولى بن لادن الابن زعامة التنظيم، وهذا ما يخالفه النهج الفكري للقاعدة، مشيرين الى ان هناك قيادات بالتنظيم خاضت في ميادين القتال، وهي من الصف الاول وتتميز بالكفاءة والقدرة على مواصلة بناء التنظيم.

 

كذلك يؤكد خبراء بالتيار السلفي الجهادي ان تنظيم القاعدة سواء في افغانستان او في الجبهات الاخرى، وتحديدا في سوريا واليمن، سيشهد انقسامات في حال تطورت الخلافات على منصب قائد التنظيم، مشيرين الى ان الخلافات قد تصل الى حد الانقسامات وتوليد تنظيمات اخرى منشقة عن القاعدة. وحل المبايعات السابقة التي قدمها كل من زعيم هيئة تحرير الشام (حبهة النصرة سايقا) ابو محمد الجولاني، وزعيم تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية قاسم الريمي والذي يتخذ من جنوب اليمن مقرا له.

 

ويعتبر الجولاني والريمي، من ابرز المتنافسين على منصب قائد تنظيم القاعدة بعد ايمن الظواهري، الى جانب خالد الحبيب وسيف العدل وعبدالملك دوركدال واخرين وهؤلاء جميعا لهم باع طويل في القتال على محتلف الجبهات.

 

وحمزة، ابن الزوجة الثالثة لاسامة بن لادن، كان يحظى برعاية واهتمام خاص من قبل والده، كما أنه صهر للظواهري. ويرجح مراقبون ان يعمل حمزة على استغلال ثروته المالية لتعويض نقص الخبرة والمعرفة لديه، وذلك من اجل شراء الولاءات واستغلال المعوزين لصناعة اسم لنفسه.

 

وكانت رسائل عثرت عليها وكالة الاستخبارات الامريكية ( سي اي اي) عندما نفذت عملية اغتيال اسامة بن لادن داخل منزله في باكستان، وتم نشرها عبر وسائل اعلامية مختلفة مؤخرا، كشفت عن حجم القلق الذي اصاب بن لادن الاب بشأن تأمين عائلته وابنائه بعد رفع الاقامة الجبرية عنهم في ايران والتي استمرت لسنوات عدة. وبالاخص حول مصير ابنه حمزة الذي كشفت الرسائل عن نيته اعداده لخلافته.

 

وكان اللافت مما رشح من بين هذه الرسائل اصرار الوسطاء على عدم ارسال واعادة حمزة اليه، ما يؤكد الدور الذي كان مخططا لحمزة لعبه في المستقبل بعد وفاة والده.