ثورة بيضاء على الفساد في السعودية

 

سبقتها بتجميد بؤر التشدد وابواقه


 

الأمير الشاب يستقوي بالشعب على تناقضات العائلة وحساباتها

 

حجم الأموال المنهوبة تقارب حاجز ٢ تريليون ريال

 

تجميد اموال الموقوفين واغلاق المطارات في وجوههم

 

الأنباط : قصي ادهم

 

فجأة ودون سابق انذار، جاء الأمر الملكي باغلاق الصالات الملكية والطيران الخاص في جميع مطارات المملكة بشكل مؤقت، كما قال المرسوم، وتوقع كثيرون ان قرار الاغلاق جاء بسبب صاروخ باليستي اخترق اجواء الرياض العاصمة وسقط بالقرب من مطار الملك فهد.

المفاجأة كانت توجيه صواريخ ارض - ارض باتجاه بؤر الفساد واوكارها في العربية السعودية والتي تراوحت ارقامها بين ١١٠٠ مليار ريال سعودي و٢ تريليون ريال سعودي، وتؤكد المصادر ان قرار ايقاف الطيران الخاص كان لمنع الفاسدين من الهروب الى خارج المملكة، وقد نقلت مصادر متعددة أن كثيرا من الشخصيات المطلوبة جرى ايقافها في المطار.

الضربة السعودية المباغتة لاوكار الفساد، جاءت بمرسوم ملكي بتشكيل لجنة برئاسة ولي العهد محمد بن سليمان ابرز قائد عربي وخليجي هذه الفترة، حيث يقود الأمير الشاب ثورة بيضاء في كل المجالات الدينية والاجتماعية وتاليا الاقتصادية، حيث المح الأمير الشاب خلال لقاء متلفز قبل فترة بمحاربة الفساد على أعلى المستويات وقال بالحرف: حتى لو كان الفاسدون من الوزراء والأمراء.

الحسابات السياسية لم تترك المعركة ضد الفساد دون ادخالها في معادلة التأويلات السياسية والحسابات المعقدة داخل المجتمع السعودي بشكل عام وداخل الأسرة الحاكمة بشكل خاص، ودون شك فان ملف الفساد هو اكثر الملفات جذبا للشعبية في كل الشوارع العربية وليس في العربية السعودية وحدها، فالمبالغ التي يجري تداولها تتراوح بين ميزانية العربية السعودية لست سنوات او عشر سنوات، وتكشف اقل الأرقام ان الفساد في عهد الملك سلمان وحده وصل الى ما يوازي ميزانية السعودية في سنتين.

المصادر المؤكدة تقول ان عوائد محاربة الفساد ستؤول الى الدولة السعودية، التي تقول مصادر تنشر الاخبار على مواقع التواصل بانها قلبت احد اشهر فنادق المملكة كمركز احتجاز للفاسدين بعد ان قامت بتجميد حسابات الموقوفين على خلفية قضايا الفساد.

رائحة السياسة بالقطع تفوح من القرارات الأخيرة ولكنها رائحة يقبلها السعوديون طالما انها تتحدث عن عودة الأموال الى خزينة الدولة التي بدأت بالضغط على الأعصاب الحساسة للمواطن برفع الاسعار وفرض ضرائب جديدة لم يألفها المواطن السعودي، لكن السياق العام الذي تأتي فيه الاجراءات الاقتصادية سيكون مقبولا، حيث تشهد المملكة انفتاحا اجتماعيا وتضامنيا غير مسبوق، وكذلك انفتاحا سياسيا على روسيا والصين مما يعني ان المملكة قادمة كقوة اقليمية بدليل امتلاكها لادوات التحرش بالجمهورية الايرانية والجمهورية التركية، فهي نجحت في ورقة لبنان بعد استقالة رئيس الوزراء سعد الحريري والتي رفضها الرئيس اللبناني قبل ساعات من طباعة الأنباط، ونجحت في استقطاب بعض القوى الشيعية والى حد ما في استقطاب رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي لكسر فرص خصمه المالكي.

حرب الفساد الشعواء واستقالة الحريري من الرياض، تكشف ان ثمة عقلا سعوديا جديدا يحكم المشهد ويتحكم بأدواته وأنه استعان بالشارع الشعبي السعودي على توازنات العائلة الحاكمة السعودية المعقدة، كذلك بدأ المزاج العربي اكثر تأييدا للسعودية خاصة بعد لجم التيارات الدينية المتطرفة.

السعودية تؤسس لملك شاب ولمملكة شابة بدأت في اعلان وجهها المنفتح بشعبية الحرب على الفساد، والأيام حبلى بالمفاجآت.