وزير الإعلام الكويتي الأسبق:الأردن أقرب دولة لتنضم إلى مجلس التعاون الخليجي
خلال مؤتمر " الأردن في بيئة إقليمية متغيرة .. سيناريوهات المرحلة المقبلة"
المملكة مؤهلة لتتحول إلى صقر عربي آسيوي ومركز مالي
العمالة الأردنية في الخليج لن تتأثر بإعادة الهيكلة وعليها طلب في الأسواق
محلل سياسي سعودي:علاقة الأردن بالخليج أكبر من علاقة مصالح
قرابة مليون أردني يعملون في الخليج والأردن تعامل بحكمة مع الأزمة القطرية
محلل سياسي إيراني:الأردن في خطر
محلل سياسي يهاجم باحث إيراني ويصف خطابه بالتهديدي والترهيبي للأردن
المعايطة:الأردن والخليج لم يستخدما "الردح السياسي" في خلافاتهما
عمان-الأنباط-فرح شلباية
يبلغ عدد الأردنيين العاملين في الوظائف المختلفة داخل الأراضي السعودية 420 ألف عامل أردني،فيما يتواجد قرابة المليون عامل في دول الخليج ال6،حيث يشغلون مناصب عديدة في كافة المجالات،بحسب الدكتور خير ابو صعليك عضو مجلس النواب الاردني،ورئيس لجنة الاقتصاد والاستثمار النيابية.
وأكد أبو صعليك أن حوالات المغتربين الأردنيين شكلت ما نسبته 10% من الناتج الاجمالي ،وأشار الى مشاركة الأردن دول الخليج الـ6 في كل أمور حياتها وبكافة الاشكال،في حين يشترك معه حتى في مشاكله وفي مقدمتها البطالة.
جاء ذلك خلال مؤتمر "الأردنفيبيئةإقليمية متغيرة .. سيناريوهات المرحلة المقبلة – 2" في يومه الثاني ،و الذي ينظمه مركزالقدس للدراسات السياسية، لليوم الثاني على التوالي بالشراكة مع مؤسسة كونراد أديناور.
من جانبه، قال وزير الاعلام الكويتي الأسبق الدكتور سامي النصف ان الخليج أمام تحديات خطرة ،والضرر الذي قد يصيب الدول الخليجية سيمتد إلى الدول العربية والاسلامية في مقدمتها الأردن كونها الداعم الأول للمشاريع التنموية في تلك البلدان ،لذلك الحرص على الدول الخليجية يجب أن يكون داخل كل مواطن عربي.
وأكد النصف أن الأردن هي المرشح الافضل والاقوى ليصبح العضو السابع في مجلس التعاون الخليجي أو يعطى صفة خاصة ضمن المجلس نظرا لتقارب أنظمة الحكم بين الاردن والخليج وتشابه الرؤى والاستراتيجية اتجاه التحديات القائمة لدول
المنطقة.
وتحدث النصف في جلسة المؤتمر الأولى ،عن العلاقات الاردنية الخليجية في مقدمتها الدعم الخليجي المالي المباشر للاردن والذي أَقر عام 2011 والمقدر ب 5 مليار دولار ،علاوة عن المئات من المشاريع الاردنية التي تحظى بدعم وتمويل من الدول الخلجية وصناديقها الاستثمارية.
وقال ان العلاقة الامثل بين الاردن والدول الخليجية هي العلاقة التي تقوم على مبادئ الربح والاستفادة المتبادلة في ظل الاوضاع الاقتصادية الصعبة التي تمر بها دول الخليج والتحديات السياسية والاقتصادية غير المسبوقة والتي بدورها تهدد تحويل النفط من سلعة استراتيجية بالأسواق العالمية إلى سلعة هامشية.
واضاف على الشعوب العربية ان تزيد من انتاج المواطن لديها وتحول دولها من دول تعاني من عجز الى دول لديها فوائض فالمواطن بات يرغب بوظيفة تخلو من الأعمال،
وبين ان اغنى دول العالم هي دول الخدمات والسياحة والاستثمار" كسنغافورة وسويسرا "،فالدول النفطية لاتعد دول ثرية، وقال ان الاردن مؤهل ليتحول الى صقر عربي آسيوي ومركز مالي وسياسي وتحديدا عقب الاحداث الدامية بالمنطقة والقلاقل الامنية التي اضرت بكثير من الدول مما يعطي الاردن فرصة ثانية بعد ضياع الاولى عام 1975 عندما اغلقت لبنان بسبب حربها الاهلية وبقيت الاردن منغلقة وبالتالي انتعشت دول وامارات مثل دبي وقبرص ،فالاحداث القائمة في اليمن والعراق وسوريا والعراق تعطي الاردن فرصة ثانية.
الكاتب الصحفي والمحلل السياسي السعودي سليمان العقيلي ،قال ان السعودية هي المفتاح الرئيسي للعلاقات الخليجية الاردنية، وأن البلدين في وضع جيوسياسي حساس ودقيق ومتاشبه ،والاختلاف الجوهري بينهما هو الاختلاف الاقتصادي فالاردن بلد يخلو من الموارد الطبيعية بالمقابل السعودية محفلا لها.
وأكد على أن ما يجمع البلدين ليست المصالح الاقتصادية وانما الامن الاقليمي والوطني والمصالح العربية المشتركة ، والعلاقة بينهما أكبر من علاقة المصالح،ووصفها بالمتينة والقوية وتحديدا بعد الجمود الذي اعتراها عقب حرب الخليج في التسعينات.
واضاف ان الاردن اتخذ موقف سياسي اتسم بالسياسة والحكمة في الازمة القطرية مع جيرانها وهي ازمة هيكلية من الدرجة الاولى وذات تعقيدات أكبر من تحليلات بعض المحللين السياسين، وان الربيع العربي قلب موازين القوى العاملة في الخليج.
أما من الناحية الاقتصادية في الخليج وتأثيرها على الاردن،قال العقيلي ان مجلس التعاون الخليجي سجل خسائر كبيرة بعد انخفاص أسعار النفط ،حيث بلغت الخسائر 122 مليار دولار عام 2014،و 200 مليار دولار عام 2015 ،في حين كان العجز السعودي 98 مليار دولار عام 2014،و87 مليار دولار عام 2015.
وتحدث خلال الجلسة عن ايرادات دول مجلس التعاون الخليجي،فقد سجلت الايرادات من النفط منفردا مانسبته 84% من المجموع الكلي للايرادات ،وبالتالي فان الاعتماد الاكبر قائم على مصدر واحد وهو النفط ،بينما خلف تراجع اسعاره بهذه السرعة صدمة سياسية واقتصادية في دول الخليج مما أجبرنا على اعادة النظر في هيكلة تنويع مصادر الدخل،على حد قول العقيلي.
وكشف عن نية السعودية ضمن رؤية عام 2030،باستقطاب 40 مليون سائح من مختلف دول العالم، 30 مليون للسياحة الدينية،10 مليون للسياحة الترفيهية والاثرية،وعن اطلاق مشروع "نيوم" والذي سيجمع افضل العقول والشركات في العالم.
واختتم العقيلي حديثه بامتتداح القوى العاملة الأردنية في الخليج، حيث قال أنها مطلوبة وبكثرة في السعودية لانها قوى ذات نوعية عالية،والدليل أن الادارة الاقتصادية في الأردن ناجحة واقتصاده متوازن بالرغم من موقعه ضمن اقليم ملتهب في جميع المقاييس،وأكد على ان اي اعادة هيكلة في الخليج لن تؤثر عل العاملين الاردنيين في الخليج.
وفي ذات الجلسة، تناول الكاتب والمحلل السياسي،وزير الاعلام الأسبق، الدكتور سميح المعايطة العلاقة الأردنية الخليجية والتي تتمحور ،على حد قوله، حول المصلحة العليا للدول وهي الحفاظ على أمن واستقرار الدول بما فيها الأردن، ووصف العلاقات بين البلدين بالمتينة وذلك بسبب التشابه في السياسات وتركيب الأنظمة السياسية والاستقرار في مؤسسات الحكم عبر سنوات طويلة.
وأضاف ان الاردن والخليج تشابهت حتى في التحديات التي واجهتهما من الدول المجاورة،وهذا بدوره رسخ العلاقة الاردنية الخليجية،وأن أي تغيير جذري في كلا البلدين سيهدد ذلك الامن القومي والوطني للطرفين.
وقال ان الاردن والخليج ،وعلى الرغم من تعرض العلاقة لحالات فتور وهزات في فترة ازمة الخليج مع العراق ،الا ان العلاقة عادت لقوتها ،لان كلاهما لم يلجأ في خلافاتهما إلى "الردح السياسي" والحملات الاعلامية المسيئة.
وفي الجلسة الثانية والتي حملت اسم "الأردن من وجهة نظر اقليمية...تركيا وايران"،ناقش المتحدثون علاقة الأردن مع كل من تركيا وايران.
من جانبه قال الدكتور أمر الله شلر،نائب في البرلمان التركي أن تركيا من اوائل الدول التي اعترفت باستقلال الاردن ،فيما ساهم دعم الشعب الاردني خلال فترة الانقلاب الفاشل في تركيا على تعزيز علاقات الاخوة بين البلدين الشقيقين،وتعمل سلطات البلدين عل تعميق التجارة وحقولالنقل والطاقات بين المؤسسات.
وأضاف أن تركيا والاردن شكلا صمام للامان والاستقرار في المنطقة التي شهدث هزة في العالم العربي،فتركيا تنظر للاردن انها شريكا قويا وصديقا موثوقا ضد الارهاب،وكلاهما يخضعان لاختبارات مهمة منها مكافحة الارهاب والازمة السورية وتقطع اوصال الطرق التجارية واللاجئيين.
وأشار إلى أن ناتج الأزمة السورية،تهجير 3 ملايين لاجئ سوري في تركيا ،ومليون سوري في الاردن، في حين فشل الغرب وخصوصا اوروريا في امتحان الازمة السورية .
الدكتور محمد مهتدي،مستشار في مركز دراسات الشرق الأوسط في وزارة الخارجية الايرانية،اعتقد أن الاردن في خطر لانه يقع بين 3 قوى اقليمية وهي اسرائيل سوريا والعراق، في هذه المرحلة وهناك بوادر ودلائل تشير ان ان الاردن في خطر من جانب اسرائيل،متسائلا عمن سيحمي الاردن ؟ قائلا أن الاشقاء لن يحموها.
وأشار إلى ان ايران تحتاج لعلاقات طيبة مع جميع الدول العربية الاسلامية، فليس هناك اي خلافات ثنائية بين ايران والاردن ولانسعى إلا لخلق علاقات مودة واخوة من اجل استقلال وحرية المنطقة والدفاع عن ثروات المنطقة وتحقيق التنمية المشتركة.
المحلل السياسي سليمان العقيلي هاجم مهتدي ،خطابه بالترهيبي والتهديدي وتحديدا في جزئية أن الاردن في خطر،وذلك لا يليق بمحلل سياسي، اجاب مهتدي "أنا لم أتكلم سياسية وانما من منطلق باحث في مركز دراسات ،ولا يمكن ان ننكر أنالشعب الأردني شعب شجاع وهناك جيش اردني دافع عن نفسه،ولكن حسب الظروف الجديدة ،اخشى ان اسرائيل تنفذ خطة "ترانسفير".
بدوره شارك اللواء الركن المتقاعد محمود ارديسات، المدير السابق لمركز الدراسات الاستراتيجية في كلية الدفاع الوطني الملكية الاردنية، في الجلسة، وقال أن الأمن الاردني كان يقتضي وجود علاقات طيبة مع ايران وتركيا،فالاردن بحكم وضعه عليه ان يحافظ على امنه ،ومن هنا كانت العلاقات في تطورها مع تركيا وايران، فمع تركيا نمت هذه العلاقات 70منذ عام في شتى المجالات على الرغم من الازمات السياسية وتغيير انظمة الحكم وتحديدا بعد اعتراف تركيا باسرئيل ،ولكن تمكنت الأردن من تجاوز المرحلة.
اما بايران فالعلاقات تطورت من 1949 وكانت علاقات تجارية،الا ان العلاقات تطورت كليا عام 1959 وتم فتح السفارات، واتمست العلاقة بالتذبذب والتوتر و بعد اعترف ايران باسرائيل،و استمرت العلاقة في تطور بعد عام 1967،أي بعد ان دعم ايران الموقف الاردني من استعادة الاراضي التي احتلت من الاسرائليين ،وتم التعاون بين البلدين، الا ان العلاقة الاردنية الايرانية بعدها اتسمت بالدبلوماسية الحذرة ،وتوترت العلاقات حد القطيعية عام 1980 ، لان الاردن وقف إلى جانب العراق سياسيا ومعنويا وليس عسكريا ،فالاردن لم يحارب مع العراق عسكريا.
وتحدث المشاركون في الجلسة الثالثة عن تعاون الاردن وروسيا في مكافحة الارهاب،يجمعها فهم مشترك في مكافحته بدون التدخل في إدارة الدول، فالاردن وسيط بين روسيا والأنظمة العربية لان هناك دول عربية لديها موقف مغاير في سوريا وحكم الأسد.
وأضافوا ان الاردن وروسيا يبذلون جهودا كبيرة لحل الأزمة السورية لضمان الاستقرار في المنطقة والأمن في الشرق الاوسط،ويهم سوريا ان تكون الاردنشريكا لها في منطقة الشرق الاوسط،مؤكدين أن العلاقة بين الروس والأردن ستستمر في المستقبل.
من الجدير بالذكر ان المؤتمر يستضيف عددًا من السياسيين والخبراء من داخل الأردن وخارجه، وعددا من المتحدثين من سوريا والعراق وفلسطين، إضافة الى اساتذة جامعات واكاديميين اردنيين وعرب.