جولة ترامب التاريخية إلى آسيا

جولة ترامب التاريخية إلى آسيا

أنس الطراونة

 

يبدأ دونالد ترامب جولته الاسيوية الأولى والتي سيزور من خلالها اليابان وكوريا الجنوبية والصين قبل توجهه الى فيتنام والفلبين لقمة التعاون الاقتصادي لاسيا, والباسيفيك, ابيك , ورابطة دول جنوب شرق اسيا , الاسيان .. ففي خضم التحديات التي تواجهه في الداخل الأمريكي يبدأ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الجمعة أطول رحلة آسيوية لرئيس أمريكي خلال أكثر من ربع قرن يتطلع خلالها للضغط على كوريا الشمالية لنزع فتيل أزمة نووية. حيث كانت آخر مرة زار فيها رئيس أمريكي آسيا لفترة طويلة في أواخر عام 1991 وأوائل 1992 عندما أصيب الرئيس جورج بوش الأب بحالة إعياء خلال عشاء رسمي في اليابان.

- اليابان

كان رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي زعيم عالمي يسافر إلى الولايات المتحدة لتهنئة السيد ترامب على فوزه في الانتخابات . لكن الرجلين لم يكونا دائما على علاقة سهلة . حيث أرسل ترامب مستويات القلق في اليابان التي كانت مرتفعة خلال الحملة الرئاسية عندما اقترح أنه سيخفض من حماية الجيش الأمريكي لليابان. نذكر أن ترامب  صرح قائلاً : في مؤتمر صحافي عقده في آب / اغسطس الماضي "انكم تعلمون ان لدينا معاهدة مع اليابان فاذا تعرضت اليابان لهجوم فعلينا ان نستخدم القوة الكاملة والامكانيات للولايات المتحدة". واضاف "اذا هوجمنا ، فان اليابان لا يتعين عليها ان تفعل شيئا، فبإمكانها الجلوس الى المنزل ومشاهدة تليفزيون سوني!"

في إشارة لهيمنة وقوة امريكيا ..

كما اقترح على اليابان في نفس خطاب الحملة، والدول الاخرى التى تقع تحت مظلة حماية الولايات المتحدة دفع ما يكفي للترتيب الامني لحمايتهم . ولكن منذ انتخاب السيد ترامب في منصبه، تغيرت اللغة المتعلقة بالمعاهدة الأمريكية.ففي مؤتمر صحفي مشترك عقد في شباط من هذه السنه ، وضح ترامب  وقال "ان التحالف الامريكي الياباني هو حجر الزاوية للسلام والاستقرار في منطقة الباسفيك". واضاف "ان العلاقة بين بلدينا والصداقة بين شعبينا عميقة جدا".

لكن على النقيض من ذلك وبعد فترة وجيزة من تنصيبه ترامب كرئيس، أزال ترامب عضوية الولايات المتحدة من صفقة الشراكة التجارية عبر المحيط الهادئ. ، قال آبي أن هذه الشراكه دون الولايات المتحدة "لا معنى لها"، ومنذ ذلك الحين قد غيرت اليابان لحنها تجاه الولايات المتحدة . بعد ذلك وجهت اليابان الاتهام الى الدول الـ11 الموقعة على الاتفاقية فى التوصل الى اتفاق واسع النطاق والبدء بتنفيذ الميثاق.

في حقيقة الأمر هذه مسألة محرجة قليلا بين البلدين في الوقت الراهن. لكن تحرص الولايات المتحدة على البدء في مناقشة اتفاقية ثنائية للتجارة الحرة مع اليابان، بيد أن اليابان تريد أن تضغط على المفاوضات على أمل أن تعيد الولايات المتحدة الانضمام إلى المسار المشترك بين اليابان وبقية الدول.

- كوريا الجنوبية

تحدث المسؤولون الامريكيون عن توقعهم لزيارة رئاسية للمنطقة المنزوعة السلاح على الحدود بين الشمال والجنوب، للحد من غطاء الستار الشيوعي.

لكن  تتخطى رحلته إلى المنطقة المجردة من السلاح، فهو يبحث عن استقرر كوريا الجنوبية المهددة من جارتها كوريا الشمالية بتفاصيل وعلاقات استراتيجية اكثر دقة  للحد من هذا ا لتهديد الذي يشكله "كيم".

الخطاب الذي يبعث الخوف لامريكا هو توحد والسلام بين الكوريتين لذلك ترامب يسعى جاهدا لابقاء العلاقات بين الكوريتين متباعدة باضفائه وتعبئته وتحذيرة من كوريا الشمالية  . وهذا ما تسعى له أمريكا بالنهايه وهو تركيز استراتيجيتها العسكرية والاقتصادية في كوريا الجنوبية لغرض أكثر من الغرض الاقتصادي وهو التصدي لكوريا الشمالية بكل الطرق واعاقتها.

على الصعيد الاقتصادي  , وصف ترامب  في وقت سابق اتفاقية التجارة الحرة بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة بأنه "صفقة عظيمة"، لكن الكوريون يشعرون بالاستياء من ذلك، وطلبوا  مؤخرا بالنظر في التفاوض وتعديل بعض التغييرات.

- الصين

من خلال استطلاعات الرأي حسب مركز شنغهاي للدراسات الدولية تقول " أن العديد من الصينيين لا يعرفون ما يمكن توقعه من ادارة ترامب تجاه الصين في المستقبل . حيث أن ترامب خلال الحملة الرئاسية الامريكية قال : "ان الصين تسرق وظائف أمريكية وتهدد حربا تجارية وأطلق عليها مناورات وتهديد العملة.

لكن من بعد استلام سدة الحكم ، خففت ترامب نبرته تجاه الصين . ففي الأسابيع الماضية أصبح ترامب يتباهى بعلاقته مع الرئيس الصيني قائلاً : " أن صداقتي مع الرئيس الصيني شى جين بينغ هي من افضل الصداقات  بيني وبين أي رئيس اخر !!"

عندما يصل ترامب إلى الصين في 8 من الشهر الجاري سيبارك للرئيس شي بينغ بفوزة بالرئاسة للولاية الثانية ، كما سيساهم في تعزيز دور بينغ والصين الصاعدة لتمرير عقود اقتصايدية لصالح كليهما كما وعد سابقاً . لكن المرجح أن تعطي الصين بعض الانتصارات الرمزية للرئيس الأمركي ترامب , كـ صفقات تجارة اقتصادية لمرة واحدة ، ولكن ليس الوصول على نطاق واسع إلى أسواقها , وتضمين حقوق الملكية الأمريكية داخلها فهذا شيء صعب بالنسبة للصين وثقافتها الاقتصادية. أما حول كوريا الشمالية اشارت الصين الى احتمال وجود "تعاون اعمق" مع امريكا في التعامل مع التهديد النووي. ولكن تعتقد الصين أن التفاوض هو الحل، على عكس ترامب الذي يحبذ المواجهة//.